في المقال السابق أبان الكاتب بعضا من ملامح فلسفة فوكو في تأريخ أنظمة الفكر الانساني...
تلك الفلسفة القائمة علي تعريف فريد للنسق في ما بعد الحداثة التي أراها أمتدادا لفكرين هما المادية الجدلية التقليدية لماركس و التي هدمت بعض بؤر الحداثة نفسها التي أستمدت جذوتها من بعض الأفكار الدينية كالفكر البروتستانتي للوثر و المسيحية و المفهوم الديني عموما والفكر الليبرالي لأدم سميث الذي يهيمن اليوم علي معظم أنحاء العالم....
و لأننا نختلف تماما عن النظريتين فلم تنتشر الشيوعية في العالم العربي و كذلك لم تصل الينا اليبرالية كاملة بسبب ديكتاتوريات مطلع القرن صار تأريخ الفكر العربي معضلة شديدة أذ أن "مابعدحداثية العالم العربي" أتت في غياب تام لفكر معين فيمكننا أن نصف الفترة في القرنين التاسع عشر و العشرين بفترة غياب النسق أصلا طبقا لفلسفة فوكو
فالعالم العربي شهد محاولات لخلق هوية خاصة به مرتان و للأسف كانت فترتان مليئتان بالديكتاتورية الفترة العثمانية و التي شهدت وأد الليبرالية المصرية في مهدها مطلع القرن الماضي و الحقبة الناصرية التي صدت المد الشيوعي لذلك فأننا في عالم خاص لا يعرف من الفكر الانساني الا القشور و بالتالي لا يصلح نهج فوكو في تأريخ أي بؤرة للفكر العربي لأنه ببساطة غائب منذ قرنين..... الفكر العربي ممثلا في الهوية و القومية و الدين صار مسخا مشوها بسبب تناوب الاحتلال علي بلاده
و هو ما منع قيام أي حركة تنويرية تدفع للأمام و بالتالي أختفت فترة الحداثة من الفكر العربي و صار ما هو موجود نسخة عربية شاذة
لخليط من مساويء بقية المذاهب فأنت لا تعرف في بلد مثل مصر مثلا توجهات الأصوليين ولا حتي الليبراليين أما الشيوعيين ان وجدوا فنتيجة لضيق الأفق هم مجموعة من الكفرة في نظر العامة و بالتالي لا مجال للحديث عن بؤرة فكرية معينة في غياب التفكير المستقل المنزه عن اتجاهات و قوالب جامدة من الأساس
................................................
لا سبيل لأي تنوير حقيقي أو أي محاولة تأريخ لأي نظام فكري في عالمنا العربي الا بوجود نظام فكري عربي لا يراعي القوالب المصمتة و الاحكام المسبقة....
نظام فكري قائم توجهه بوصلة لا تشير الي الغرب ولا الي الشرق توجهه الي حيث ينتمي بحيث يخرج من رحم هذا التنوير فلسفة عربية خالصة ففوكو مثلا شاذ جنسيا و تعاطي بعض عقاقير الهلوسة لكي يصل الي النشوة و هو نتاج للفكر الليبرالي
نحن بحاجة الي فوكو الخاص بنا لتخرجنا فلسفته من نسق"التبعية" أو نسق من لا نسق له الي نسق خاص بنا نفهمه و عندها ... عنده فقط نختار أما البقاء داخل ذلك النسق الخالص أو التحرر من ذلك النسق بمحض ارادتنا و نصبح فلاسفة
تلك الفلسفة القائمة علي تعريف فريد للنسق في ما بعد الحداثة التي أراها أمتدادا لفكرين هما المادية الجدلية التقليدية لماركس و التي هدمت بعض بؤر الحداثة نفسها التي أستمدت جذوتها من بعض الأفكار الدينية كالفكر البروتستانتي للوثر و المسيحية و المفهوم الديني عموما والفكر الليبرالي لأدم سميث الذي يهيمن اليوم علي معظم أنحاء العالم....
و لأننا نختلف تماما عن النظريتين فلم تنتشر الشيوعية في العالم العربي و كذلك لم تصل الينا اليبرالية كاملة بسبب ديكتاتوريات مطلع القرن صار تأريخ الفكر العربي معضلة شديدة أذ أن "مابعدحداثية العالم العربي" أتت في غياب تام لفكر معين فيمكننا أن نصف الفترة في القرنين التاسع عشر و العشرين بفترة غياب النسق أصلا طبقا لفلسفة فوكو
فالعالم العربي شهد محاولات لخلق هوية خاصة به مرتان و للأسف كانت فترتان مليئتان بالديكتاتورية الفترة العثمانية و التي شهدت وأد الليبرالية المصرية في مهدها مطلع القرن الماضي و الحقبة الناصرية التي صدت المد الشيوعي لذلك فأننا في عالم خاص لا يعرف من الفكر الانساني الا القشور و بالتالي لا يصلح نهج فوكو في تأريخ أي بؤرة للفكر العربي لأنه ببساطة غائب منذ قرنين..... الفكر العربي ممثلا في الهوية و القومية و الدين صار مسخا مشوها بسبب تناوب الاحتلال علي بلاده
و هو ما منع قيام أي حركة تنويرية تدفع للأمام و بالتالي أختفت فترة الحداثة من الفكر العربي و صار ما هو موجود نسخة عربية شاذة
لخليط من مساويء بقية المذاهب فأنت لا تعرف في بلد مثل مصر مثلا توجهات الأصوليين ولا حتي الليبراليين أما الشيوعيين ان وجدوا فنتيجة لضيق الأفق هم مجموعة من الكفرة في نظر العامة و بالتالي لا مجال للحديث عن بؤرة فكرية معينة في غياب التفكير المستقل المنزه عن اتجاهات و قوالب جامدة من الأساس
................................................
لا سبيل لأي تنوير حقيقي أو أي محاولة تأريخ لأي نظام فكري في عالمنا العربي الا بوجود نظام فكري عربي لا يراعي القوالب المصمتة و الاحكام المسبقة....
نظام فكري قائم توجهه بوصلة لا تشير الي الغرب ولا الي الشرق توجهه الي حيث ينتمي بحيث يخرج من رحم هذا التنوير فلسفة عربية خالصة ففوكو مثلا شاذ جنسيا و تعاطي بعض عقاقير الهلوسة لكي يصل الي النشوة و هو نتاج للفكر الليبرالي
نحن بحاجة الي فوكو الخاص بنا لتخرجنا فلسفته من نسق"التبعية" أو نسق من لا نسق له الي نسق خاص بنا نفهمه و عندها ... عنده فقط نختار أما البقاء داخل ذلك النسق الخالص أو التحرر من ذلك النسق بمحض ارادتنا و نصبح فلاسفة
2 comments:
أليكس كالينيكوس
ولد في بروديسيا الجنوبية ( موزمبيق حاليا ) في العام 1950
وتابع دراساته العليا بجامعة أكسفورد ببريطانيا حيث حصل بها على شهادة الدكتوراه (حول الفيلسوف الفرنسي لويس ألتوسير)، ليلتحق بجامعة يورك كأستاذ للعلوم السياسية، ثم بالمعهد الملكي بلندن في العام 2005 كأستاذ للدراسات الأوروبية.
عضو بهيئة تحرير مجلة "الاشتراكية الدولية"، ومراسل فصلية "ماركس الراهن" حيث يغطي لها النشاط العمالي والحركة الاشتراكية ببريطانيا.
ناهض العولمة بقوة، فحضر بالمظاهرات ضد اجتماع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ببراغ في شتنبر 2000، وضد مجموعة الثمانية بجنوا في يونيو 2001، وساهم في خلق المنتدى الاجتماعي بأوروبا.
ساهم (في العام 2001) في صياغة "منجد ماركس الراهن"، وله العديد من الكتب من بينها: "ماركسية ألتوسير" (1976)، "الماركسية والفلسفة" (1983)، "ضد ما بعد الحداثة: نقد ماركسي" (1991)، "ضد الطريق الثالث" (2002)، وآخر إصداراته "مصادر النقد" في العام 2006.
بمقدمة كتاب "الاستراتيجية الكبرى للأمبراطورية الأمريكية"، يقول المؤلف: "إن القضية الأساسية في السياسة الدولية اليوم هي سيطرة القطب الأمريكي الأوحد. إنها أحد أهم ملامح الإدارة الأمريكية منذ قدوم جورج بوش إلى البيت الأبيض في عام 2001".
ففي الذكرى الأولى للحادي عشر من شتنبر، نشر تقرير "الاستراتيجية الأمنية الجديدة" التي تؤكد على التالي: " تمتلك الولايات المتحدة الأمريكية اليوم قوة وتأثير في العالم ليس لهما أي مثيل...إن قواتنا كاسحة بما يكفي لإثناء المنافسين المحتملين عن بناء قوة عسكرية تتعدى أو تعادل قوة الولايات المتحدة".
يٍُِتبع يا هيما لضيق الوقت
مودتي
يري البعض ان اطروحات المفكر المعاصر التوسير حول المادية الجدلية تضعه جنبا لجنب مع المابعد بنييوين والما بعد حداثيين امثال فوكو و غيره....وبالطبع كون فلسفة النسق النظام المعرفي امتدادا للفكر الليبرالي لهو تفسير طبيعي حتي لو تم بطريقة اعتباطية من الانفصال والتششت بين الفكرين بين الفكرين يؤيده الفكر الما بعد الحداثي ذاته
وبعد
عرب ما بعد الحداثة....اللاهوية والنسق التائه
-------------
بغض النظر عن نهج فوكو في تأريخ اي بؤرة لللفكر العربي لأنه ببساطة غائب منذ قرنين....أري ان الفكر العربي لم يغب...ولكنه تم تقويضه من قبل الحكام الشموليين سواء ليبرالي او شيوعي او حتي فكر ديني سلفي او اعتزالي او حداثي او غيره
مثلاً....ابحاث فوكو بأن القرن 16 ومعارفه كانت من المعرفة العقلية والافكار المتأتية من ممارسات سحرية وارث ثقافي وقتها.انها الابستيم...النظام المعرفي وقتها طبقا للتاريخ والمعرفة وقتها...لا يمكن مقاربة ابحاث فوكو ابدا الا انطلاقا من الفينومينولوجيا ( علم الظواهر) حيث لموضوعات العالم حضورها ومعناها طبقا للمعرفة وشروطها في تلك الحقيبة من التاريخ.....انها مما جعل الابستيمية حقلا مفتوحاً للعلاقات القابلة للوصف دون حد
قد يغري الوصف السابق بتنزيل فوكو الي قائمة الكانطيين الجدد لانه مهتم ببحث شروط المعرفة....كيف يعرف الأنسان؟؟ وماذا يعرف؟...ولكن الفرق واضح بين فوكو وكانط...ان فوكو مهتم بالمعرفة تحت ضغط شروط كل تجربة تاريخية وليس المعرفة عنده كلية ولا شاملة ( فالكلي والشامل ذاته تاريخي) ان الابستيمية كما يصفها (جان لوك شليمو ) ...كيف وماذا نعرف لهذا ولتلك الفترة ؟؟ فمتابعة الجنون او العيادة او اللغة او الجنسانية متابعات موقعية مؤرخنة تظر هذه الموضوعات في عرائها المادي المنكشف في علاقاتها مع مختلف الخطابات الاخري ضمن شروظ الواقع والتجربة لا ضمن شروط الامكان العامة....فوكو يهتم اذن ب ( تحليل النظم الخطتبية المحددة تاريخيا والتي تسطيع تحديد عتباتها وتعيين شروط ظهورها وزوالها )...فلسفة عامة اجد تطبيقها ضرورة لتفكيك بينة الخطاب العربي عبر حقبه المختلفة ضمن شروط الواقع والتجربة من صدر الاسلام ربما حتي وقتنا هذا
وعن التنوير....فلهذا تدوينة مستقلة بأذن الله
مودتي
Post a Comment